المادة    
السؤال: مسألة أن بعض الآباء من منطقة يرسل بناته إلى منطقة أخرى، ويقول: لم يقبلوها في المدارس التي في الباحة، فنرسلها لجدة، وقال: تسكن في السكن الداخلي، فما حكم ذلك؟
الجواب: عجيب جدّاً، والله لو تعلمون ما الذي يجري وماذا جرى في السكن الداخلي في جامعة جدة وغيرها! لكان الإنسان يحبس ابنته بالسلاسل، ولو تعيش صمّاء بكماء عمياء، وليس فقط ألا تتعلم وألا تأخذ الجامعة، فهناك تحدثت مصائب وفتن، فهم عندهم إذن بالرحلات الجماعية إلى البحر، ورحلات تسويقية، وحضور حفلات، وخروج مع الزميلات، فضلاً عمّا يحدث داخل السكن من أمور وهي ثابتة، والهيئات تتابعها، والدعاة يلاحقونها، وبعض المخلصين في الجامعة يتابعها.
فحقيقة أنه شيء عجيب جدّاً أنك تجد الرجل فيه الدين والأصالة والعادات الطيبة، ثم يرسل ابنته هناك، يقولون له: أين ابنتك؟ قال: في السكن الجامعي، لماذا؟ قال: من أجل أن تأخذ شهادة، سبحان الله! يكتب في الجرائد تقريباً كل يوم أن أخذ البنت للشهادة العليا أصبح سبباً في حرمانها من الزواج، فماذا أفادت هذه الشهادة؟! حيث تصبح المتخرجة من الجامعة ترضى أن تكون زوجة لرجل طاعن في السن، والأمر ليس فيه شيء، لكن هي ترى أنها حُرمت، وترى أنها تصبح زوجة ثانية، وأيضاً أمر الزوجة الثانية ليس فيه شيء، لكن هي ترى أن أختها التي في المتوسطة أو في الثانوي، أخذت شاباً وارتاحت، وهي أخذت كبيراً أو زوج الثانية، ولا يوجد أمامها إلا ذلك، وإلا لن تتزوج، فأصبح تعليمها نكبةً عليها -نسأل الله العفو والعافية-.